Thursday 11 October 2007

|! ... بحبك .. بحبك .. بحبك .. يا شيرين


إعتدت منذ قرابة العشر سنوات أن أركب ترام الرمل بالأسكندرية .. أذهب لمحطة الرمل لمشاويير التسوق أو لشراء الروايات الحبيبة أو لإستعراض آخر ما صدر من الكتب و شراء ما يلفت إنتباهى منها أو مجرد التمشية فى مربع الشوارع الذى أهيم به حبا .. شارع سعد زغلول .. شارع صفية زغلول .. شارع فؤاد .. و شارع النبى دانيال .. أعود بعدها لأركب الترام فى رحلته الطويلة من بداية الخط لنهايته من محطة الرمل و حتى فيكتوريا .. و رغم أن هناك الكثير من وسائل المواصلات التى يمكن أن توصلنى إلى المنزل فى ربع الوقت إلا أنى كنت أهيم حقا بركوب الترام إلا إذا كان هو وقت الذروة فلا أنصح أى أحد بركوبه !! .. و أجلس بالطبع فى مكانى المفضل بجانب الشباك و أحتضن كنزى الصغير من الكتب و الروايات .. آكل الأيس كريم .. ثم أقضى الوقت فى تصفح الكتب أو متابعة معالم الطريق التى أحفظها عن ظهر قلب أو أقضيه شرود الذهن الذى يلازمنى دائما !

و من ضمن ما يمر به الترام فى رحلته نادى سبورتنج الذى يعتبر أكبر نوادى الإسكندرية .. و من المكان المرتفع الذى يمر به الترام يمكنك أن تشاهد النادى من الداخل و على الأخص ملاعب الجولف الضخمة الرائعة المليئة بالأشجار و النخيل .. مشهد جميل لا أحب أن يفوتنى .. و من مكان الترام المرتفع تستطيع أيضا مشاهدة أسوار النادى العالية المصممة على شكل بلوكات مربعة مدهونة بالجير الأبيض أو الأصفر ..

إلى هنا و القصة عادية .. لكن لو نظرت لجزء من السور ستجد هناك جملة مكتوبة باللون الأسود بأكبر خط ممكن .. كلمة واحدة لكل بلوك من بلوكات السور .. أنا – مايكل – سعيد – بحبك – بحبك – بحبك – يا – شيرين ... !!! .. هذه الجملة موجودة هناك منذ قرابة العشر سنوات و ربما أكثر .. و دائما كنت أبتسم كلما أمر بها و أفكر فى أنها ربما كانت قصة حب ساذجة بين إثنين من طلبة المرحلة الثانوية حيث فترة المراهقة و الأحلام الوردية و القلوب الحمراء التى تخترقها الأسهم المعنونة بأسماء المحبين .. و لابد أن القصة إنتهت إلى لا شىء ككل قصص الحب المماثلة .. و لربما يلتقى الحبيبين صدفة فى الطريق بعدها بسنوات فلا يذكر كل منهما وجه الآخر و يجد عسرا فى تذكر أين رآه من قبل ! .. كان ما رأيته تصرف غريب من وجهة نظرى .. فقصص الحب المشابهة يسعى فيها الحبيبين إلى الكتمان دائما حيث أن الأمر غالبا لن يلقى قبولا عن أهل الطرفين خصوصا فى مثل هذه السن الصغيرة .. ربما فقط يلقى قبولا بين أصدقائهم الذين يعيشون ظروفا مماثلة !

و كنت أفكر أيضا فى السبب الذى جعل مايكل يعلن حبه و يكتبه على الملأ بهذا الشكل .. هل أراد أن يبهر حبيبته و يثبت لها حبه بهذا الشكل ؟! .. هل كان صادقا فعلا فى شعوره أم كان مجرد وغد آخر يعبث بمشاعر الفتاة و يجعل منها مزحة ووسيلة للتفاخر بين زملائه ؟! .. و ماذا كان رد فعل الفتاة ؟ .. هل شعرت بالفخر و السعادة و أرتفعت كبرياء أنوثتها إلى معدلات عالية ؟ .. أم شعرت بالضيق و الغضب و لامت الفتى على سوء تصرفه الذى قد يؤثر على سمعتها كفتاة ؟! .. تدور فى رأسي كل هذه الأفكار و التساؤلات لفترة حتى أجد مشهد أو موقف آخر يملأ رأسي بأفكار و تساؤلات أخرى ...

مرت سنوات عديدة و منذ فترة تم دهان سور النادى و بالتالى تم مسح الجملة المكتوبة .. شىء طبيعى من حقهم دهان سور النادى من وقت لآخر ! .. لكن الشىء الذى أثار ذهولى حقا أنه بعد دهان سور النادى بفترة قصيرة وجدت نفس الجملة تمت إعادة كتابتها بنفس الخط و الحجم و بنفس اللون و فى نفس المكان !!! ... دارت فى رأسي الكثير من الأفكار حينها هل يمكن أن تكون إستنتاجاتى خاطئة ؟! .. هل من المحتمل أن قصة الحب هذه قد إستمرت كل هذه المدة ؟! بل و من المحتمل أيضا أنها قد كللت بالنجاح و أن مايكل و شيرين قد تزوجا و رزقا بعدة أطفال طوال كل هذه المدة .. و لربما كانا يمرا كل فترة من أمام السور متعانقى الكفين ليروا الكلمات الشاهدة على قصتهما و تملأ وجهيهما إبتسامة تملؤها السعادة و الرضا .. و لابد أن حبهما إستمر و زاد بعد الزواج و لم يتحول إلى لعنات متبادلة كما يحدث لقصص كثيرة ولذلك عندما تم دهان السور و محو الكلمات سارع مايكل إلى إعادة كتابة الكلمات مرة أخرى – بلا خجل أو خوف هذه المرة- و أحضر شيرين لتراها معه و لسان حاله يقول أن حبه لها لن ينتهى أبدا و أن تلك الكلمات إن محاها الزمن من على الجدران الجيرية فلن يستطيع أبدا أن يمحوها من بين ثنايا قلبه ...

ربما يرى البعض إن وجود تلك الكلمات بلونها و خطها الردىء هو تشويه للمنظر الجمالى للمكان .. لكنى لن أوافقهم فى هذا .. فحياتنا مليئة بكل ما يشوه الجمال من حولنا .. ثرثرة فارغة على الجدران .. سباب بذىء .. إعلانات ملونة صاخبة عن كل شىء و أى شىء .. لكن قلما يجد المرء مثل هذا المشهد الذى يدل على أن حياتنا مازلت تحمل بعض الصدق و بعض المشاعر الجميلة فى وسط كل المشاعر البغيضة من كره و ظلم و أنانية ..

رغم أنى لا أعرفهم و لا يعرفونى شخصيا لكنى أتمنى لمايكل و شيرين كل سعادة ... :)

تُرى هل أنا محقة فى كل إستنتاجاتى هذه ؟ .. حتى لو لم أكن .. أنا سعيدة بمجرد الفكرة نفسها حتى لو كانت مجرد وهم فى رأسي أنا وحدى !

أم أن هناك من له رأى آخر ؟!

----------------------------------------------------

*سأحاول الحصول على صورة للمشهد و الكلمات و أضعها فى المدونة فى أقرب وقت ممكن

5 تـعــلـيقـات:

Wild at Heart said...

ارجوكى حاولى تغيرى اللون اللى انت كاتبة بيه, بجد مش شايفة ولا كلمة, و كمان الخط لو ينفع :)

Ophelia said...

أعتقد المشكلة ممكن تكون إن الصفحة مكملتش تحميل عندك كويس .. و ده بيحصل أحيانا لأن فى ضغط على السرفر بتاع صور التمبلت
لو عملتى ريفريش للصفحة الخلفية الفاتحة حتظهر و الكلام حيبقى واضح

بالنسبة للون فأنا إخترته عشان يبقى متناسق مع باقى ألوان التمبلت للمدونة

أما لو كانت الخلفية ظاهرة عندك لكن فى عندك مشكلة فى القراية بسبب لون الخط و حجمه فقوليلى و انا حغيره على طول و أحاول أشوف أى لون تانى مناسب

هدفنا هو إسعادكم يا فندم :)

Anonymous said...

أنا برضه كنت بلاحظ الكتابة على السور و بضحك..
تقريباً أول مرة شفتها كنت في تالتة اعدادي :D

و اعتقادي الشخصي عنها مختلف شوية..
لأني كنت دايماً بفسرها بأن واحد صاحب مايكل حب يغلس عليه فكتب الجملة دي على السور !!
بس أول مرة أعرف انها امتسحت و اتكتبت تاني..
و تفسيري ان من كتر ما الناس حفظتها قام واحد تاني تطوع و كتبها على السور..
و ان مايكل بياكل بطيخ دلوقت مع فريال, و شيرين بتضرب ابنها عشان بياكل في طبق أخوه ! :D

دكتور محمد قطب said...

رغم كل مرور كل هذه الأيام على كتابتك المدونة لكني أول مرة أقرأها ، وكان عن طريق الصدفة
فقد بحث عن جملة بحبك يا شرين فوجدت مدونتك جميلة
..... أرجوا التواصل mokoeg@msn.com شكرا

Anonymous said...

كثيرا منا يمرون فى الحياه ولا يرون اى شئ على الرغم ان هناك كل شئ على الحائط والجدران وعلى الوجوه وفى داخل النفوس وفى القلوب وفى نبرات الصوت وفى حتى رشفه من قدح الشاى ولكن قليل منا من يرى ما لا يراه الاخرون انت منهم تعيشين فى الاحساس البكر الذى ولدنا به ولا ترغبين ابدا فى التنازل عنه مهما حدث وبرغم المعاناه فانتى تتشبثين به اعانك الله واعاننا ولكن لى راى فى حكايه بحبك يا شرين فانا اتخيل ان مايكل سعيد برغم مرور السنين الا انه لا زال قلبه مفعم بحب شرين حبه الاول الذى ملا كل كيانه وملك عليه كل مشاعره برغم انهما لم يقترنا وذهبا كل منهما فى طريق واخذته الحياه ولكن هناك فى داخل نفس مايكل ما لا يمكنه ان يبوح به للاخرين الا لشرين عندما تمر من هناك فسوف تقراها وتعلم انه لازال على العهد مهما مرت الايام وطوتنا السنين واخيرا تحيه من القلب اليك اتمنى ان تقبليها والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته فاطمه لطفى