Thursday 11 October 2007

| ! .. فولا فولا .. و إغتيال البراءة



لا أعتقد أن أى شخص من مواليد أواخر السبعينيات و أوائل الثمانينيات فى مصر يمكن أن يجهل تلك الأغنية الرائعة التى عشنا معها فى طفولتنا و أحببناها بشدة .. اللحن الجميل الذى يأثر القلب .. على الرغم من أن معظم الكلمات كانت باللغة الإيطالية لكن المعنى و الإحساس كان يصل لنا بلا مترجم ...

كان اسم الأغنية المتعارف عليه لسنوات طوال هو " بولا بولا " .. لكن من تم إكتشاف الإسم الصحيح لها من فترة و هو " فولا فولا " أو vola vola balombella" " بمعنى طيرى طيرى يا عصفورة .. يبدو أن كل أطفال هذه الفترة- و أنا من ضمنهم - كانوا مصابين بضعف فى السمع !

كنت أهيم عشقا بالأغنية و أشعر أنى أطير عندما أسمعها و بمجرد أن أسمع لحنها أترك كل ما يشغلنى و أجرى على التليفزيون لأشاهدها و أغنيها مع تلك الفتاة الصغيرة الجميلة الرقيقة التى كنت أجهل إسمها فى هذا الوقت ! .. كنت أحبها بشدة لدرجة أنى كنت أحاول تقليدها و كنت أقوم بتسريح شعرى مثلها و أضع ( توكة ) مثل التى تضعها فى شعرى و أذهب إلى أمى و أسألها إنت كنت أشبه تلك الفتاة التى تغنى أم لا !

بيتك يا عصفورة وين .. ما بشوفك غير بتطيرى

ما عندك غير جناحين .. حاكينا كلمة صغيرة

و لو سألونا بنقله .. ما حاكتنا العصفورة

طيري طيرى .. طيرى طيرى

طيري طيرى .. طيرى طيرى

طيري طيرى .. يا عصفورة

مرت السنوات لكنى لم أنسي تلك الأغنية أبدا .. و بجرد أن دخلت إلى عالم الإنترنت بدأت أبحث عنها هى و عشرات الأغانى التى أهيم بها حبا .. ووجدتها فعلا بل وجدت كذلك موقع لتلك الطفلة التى كانت تغنيها و قد أصبحت الآن فتاة يافعة .. و لشد ما كانت صدمتى .. لقد وجدتها و قد تحولت إلى واحدة أخرى من فتيات الفيديو كليب !!! .. و كانت ترتدى أو لا ترتدى بعض من أوراق الجرائد !

لا أدرى كيف يتحول الإنسان من النقيض إلى النقيض .. و كيف يتحول الطهر و البراءة إلى تلك الصورة المزرية .. عندما أشاهد بالصدفة بعض قنوات الأغانى يصعب على أن أتصور أن هؤلاء الفتيات كانوا أطفال أبرياء فى يوم من الأيام .. هل هناك لحظة فاصلة تنقل الإنسان من حال إلى حال .. أم هو تغير تدريجى على مدار الأيام و الشهور و السنوات .. و ياله من تغير .. كل ما أستطيعه هو أن أحمد الله الذى عافانا مما إبتلاهم به و أن جعلنا ننشأ فى بيئة ووسط لا تجعلنا نصل لتلك النهاية .. ربنا يهديهم و يهدينا جميعا ... :)

لمن لايزال يبحث عن الأغنية أو من لم يسمعها من قبل يمكن أن يقوم بتحميلها من هذه الوصلة : vola vola

و لمن يريد فيديو الأغنية فهو موجود عندى لكن حجمه كبير و يمكن أن أرفعه لمن يطلبه ..

و لقد وضعت تلك الأغنية الحبيبة كرنة لموبايلى منذ أكثر من ستة أشهر و حتى الآن ! .. و رغم كل شىء سأظل أحبها و أسمعها دائما و أبدا ...

----------------------------------------

تدوينات قادمة أتمنى أن أكتبها منذ زمن سحيق ! .. ربنا يفتح عليا و أقدر أكتبها قريب.. إدعولى !

1. الفرق بين صلاة التراويح و النهجد

2. my best friend wedding

3. المرأة مشكلة صنعها الرجل

4. يوميات عُمر و سارة

5. عدد من التدوينات الموسيقية كالعادة !

6. أمراض النفوس !

|! ... بحبك .. بحبك .. بحبك .. يا شيرين


إعتدت منذ قرابة العشر سنوات أن أركب ترام الرمل بالأسكندرية .. أذهب لمحطة الرمل لمشاويير التسوق أو لشراء الروايات الحبيبة أو لإستعراض آخر ما صدر من الكتب و شراء ما يلفت إنتباهى منها أو مجرد التمشية فى مربع الشوارع الذى أهيم به حبا .. شارع سعد زغلول .. شارع صفية زغلول .. شارع فؤاد .. و شارع النبى دانيال .. أعود بعدها لأركب الترام فى رحلته الطويلة من بداية الخط لنهايته من محطة الرمل و حتى فيكتوريا .. و رغم أن هناك الكثير من وسائل المواصلات التى يمكن أن توصلنى إلى المنزل فى ربع الوقت إلا أنى كنت أهيم حقا بركوب الترام إلا إذا كان هو وقت الذروة فلا أنصح أى أحد بركوبه !! .. و أجلس بالطبع فى مكانى المفضل بجانب الشباك و أحتضن كنزى الصغير من الكتب و الروايات .. آكل الأيس كريم .. ثم أقضى الوقت فى تصفح الكتب أو متابعة معالم الطريق التى أحفظها عن ظهر قلب أو أقضيه شرود الذهن الذى يلازمنى دائما !

و من ضمن ما يمر به الترام فى رحلته نادى سبورتنج الذى يعتبر أكبر نوادى الإسكندرية .. و من المكان المرتفع الذى يمر به الترام يمكنك أن تشاهد النادى من الداخل و على الأخص ملاعب الجولف الضخمة الرائعة المليئة بالأشجار و النخيل .. مشهد جميل لا أحب أن يفوتنى .. و من مكان الترام المرتفع تستطيع أيضا مشاهدة أسوار النادى العالية المصممة على شكل بلوكات مربعة مدهونة بالجير الأبيض أو الأصفر ..

إلى هنا و القصة عادية .. لكن لو نظرت لجزء من السور ستجد هناك جملة مكتوبة باللون الأسود بأكبر خط ممكن .. كلمة واحدة لكل بلوك من بلوكات السور .. أنا – مايكل – سعيد – بحبك – بحبك – بحبك – يا – شيرين ... !!! .. هذه الجملة موجودة هناك منذ قرابة العشر سنوات و ربما أكثر .. و دائما كنت أبتسم كلما أمر بها و أفكر فى أنها ربما كانت قصة حب ساذجة بين إثنين من طلبة المرحلة الثانوية حيث فترة المراهقة و الأحلام الوردية و القلوب الحمراء التى تخترقها الأسهم المعنونة بأسماء المحبين .. و لابد أن القصة إنتهت إلى لا شىء ككل قصص الحب المماثلة .. و لربما يلتقى الحبيبين صدفة فى الطريق بعدها بسنوات فلا يذكر كل منهما وجه الآخر و يجد عسرا فى تذكر أين رآه من قبل ! .. كان ما رأيته تصرف غريب من وجهة نظرى .. فقصص الحب المشابهة يسعى فيها الحبيبين إلى الكتمان دائما حيث أن الأمر غالبا لن يلقى قبولا عن أهل الطرفين خصوصا فى مثل هذه السن الصغيرة .. ربما فقط يلقى قبولا بين أصدقائهم الذين يعيشون ظروفا مماثلة !

و كنت أفكر أيضا فى السبب الذى جعل مايكل يعلن حبه و يكتبه على الملأ بهذا الشكل .. هل أراد أن يبهر حبيبته و يثبت لها حبه بهذا الشكل ؟! .. هل كان صادقا فعلا فى شعوره أم كان مجرد وغد آخر يعبث بمشاعر الفتاة و يجعل منها مزحة ووسيلة للتفاخر بين زملائه ؟! .. و ماذا كان رد فعل الفتاة ؟ .. هل شعرت بالفخر و السعادة و أرتفعت كبرياء أنوثتها إلى معدلات عالية ؟ .. أم شعرت بالضيق و الغضب و لامت الفتى على سوء تصرفه الذى قد يؤثر على سمعتها كفتاة ؟! .. تدور فى رأسي كل هذه الأفكار و التساؤلات لفترة حتى أجد مشهد أو موقف آخر يملأ رأسي بأفكار و تساؤلات أخرى ...

مرت سنوات عديدة و منذ فترة تم دهان سور النادى و بالتالى تم مسح الجملة المكتوبة .. شىء طبيعى من حقهم دهان سور النادى من وقت لآخر ! .. لكن الشىء الذى أثار ذهولى حقا أنه بعد دهان سور النادى بفترة قصيرة وجدت نفس الجملة تمت إعادة كتابتها بنفس الخط و الحجم و بنفس اللون و فى نفس المكان !!! ... دارت فى رأسي الكثير من الأفكار حينها هل يمكن أن تكون إستنتاجاتى خاطئة ؟! .. هل من المحتمل أن قصة الحب هذه قد إستمرت كل هذه المدة ؟! بل و من المحتمل أيضا أنها قد كللت بالنجاح و أن مايكل و شيرين قد تزوجا و رزقا بعدة أطفال طوال كل هذه المدة .. و لربما كانا يمرا كل فترة من أمام السور متعانقى الكفين ليروا الكلمات الشاهدة على قصتهما و تملأ وجهيهما إبتسامة تملؤها السعادة و الرضا .. و لابد أن حبهما إستمر و زاد بعد الزواج و لم يتحول إلى لعنات متبادلة كما يحدث لقصص كثيرة ولذلك عندما تم دهان السور و محو الكلمات سارع مايكل إلى إعادة كتابة الكلمات مرة أخرى – بلا خجل أو خوف هذه المرة- و أحضر شيرين لتراها معه و لسان حاله يقول أن حبه لها لن ينتهى أبدا و أن تلك الكلمات إن محاها الزمن من على الجدران الجيرية فلن يستطيع أبدا أن يمحوها من بين ثنايا قلبه ...

ربما يرى البعض إن وجود تلك الكلمات بلونها و خطها الردىء هو تشويه للمنظر الجمالى للمكان .. لكنى لن أوافقهم فى هذا .. فحياتنا مليئة بكل ما يشوه الجمال من حولنا .. ثرثرة فارغة على الجدران .. سباب بذىء .. إعلانات ملونة صاخبة عن كل شىء و أى شىء .. لكن قلما يجد المرء مثل هذا المشهد الذى يدل على أن حياتنا مازلت تحمل بعض الصدق و بعض المشاعر الجميلة فى وسط كل المشاعر البغيضة من كره و ظلم و أنانية ..

رغم أنى لا أعرفهم و لا يعرفونى شخصيا لكنى أتمنى لمايكل و شيرين كل سعادة ... :)

تُرى هل أنا محقة فى كل إستنتاجاتى هذه ؟ .. حتى لو لم أكن .. أنا سعيدة بمجرد الفكرة نفسها حتى لو كانت مجرد وهم فى رأسي أنا وحدى !

أم أن هناك من له رأى آخر ؟!

----------------------------------------------------

*سأحاول الحصول على صورة للمشهد و الكلمات و أضعها فى المدونة فى أقرب وقت ممكن