Thursday 10 January 2008

|... عام جديد سعيد


هناك شىء غريب لاحظته منذ فترة عن كل السنوات التى مرت بى منذ بداية تلك الألفية .. دائما يكون هناك عام جيد يتبعه عام سييء .. عام ملىء بالمصائب و الكوارث و الآلام و عام سعيد أو هادىء نوعا و خالى مصائب .. تسير هذه القاعدة بإنتظام على مدار سبع سنوات .. فهل تستمر للعام القادم و الأعوام التى تليه ؟!.. من يدرى !

كانت البداية فى عام 2001 .. حتى ذلك الوقت كانت حياتى مستقرة إلى حد كبير .. حياة عادية جدا بها أفراحها و أحزانها كأى شخص آخر .. كانت روحى مفعمة بالأمل و الحماس .. قلبى و عقلى ممتلئان بالأحلام التى أثق فى قدرتى على تحقيقها ..

كان عام جيد و مستقر فى بدايته حتى تلك الأحداث فى بداية شهر يونيو .. و ذلك الظلم الفادح الذى تعرضت له .. لم يكن لى أى ذنب سوى ذلك النحس الذى يلازمنى و الذى يفوق النحس الملازم لرفعت إسماعيل أو سوزان ماير بطلة "ربات بيوت يائسات" ..!

فى البداية كان ذلك الصراع العلنى الذى تحول بعدها إلى صراع خفى نفسي رهيب مدمر بالنسبة لى .. لو حدث نفس الموقف بالنسبة لأى شخص بارد الدماء معدوم المشاعر كان سينساه و يتجاوزه سريعا و ليتنى كنت من هؤلاء .. لكن الأمر كان مختلف بالنسبة لى كانت الإهانة و سوء الظن أكبر مما أحتمله و بالذات أن تصدر من أقرب الناس إليك .. عشت عدة شهور فى عذاب شديد .. و انكسرت بداخلى أشياء كثيرة و لم تعد كما كانت أبدا ..

و انتهى العام بوفاة جدى بعد أن كنت أقيم فى منزل جدى و جدتى لمدة عام كامل كنت فيه قريبة منهم للغاية .. كانت أول مرة يموت إنسان قريب منى .. فليرحم الله جميع موتانا ...

عام 2002 : كان عام هادىء نوعا و مستقر فى الكثير من النواحى .. و أذكر بالذات ذلك الشهر التدريبى الممتع الذى قضيته متنقلة بين السنترالات المختلفة لأتعرف على أنواعها و كيفية تشغيلها و إدراتها يدويا و عن بعد ! .. و فى نهاية العام تعرفت على عالم منتدى روايات و انبهرت به و غرقت فيه حتى النخاع .. مازلت حتى الآن لا أعرف إذا كان هذا – تعرفى على المنتدى و كل تبعاته لأكثر من 5 سنوات – يمكن إعتباره من الأحداث السارة أو الأحداث الكارثية .. هل لو لم أتعرف على المنتدى و لم يؤثر فى حياتى إلى هذه الدرجة هل كنت سأكون أفضل حالا ؟ .. من يدرى .. الله وحده أعلم !

عام 2003 : كما يظهر من رقمه الفردى كان عاما سيئا ! .. صادفنى به آلام كثيرة و به بدأت اللعنة التى ظلت تلازمنى 4 سنوات و لم أتخلص منها إلا العام الماضى عندما تخرجت من الكلية و كنت ظننتنى لن أفعل أبدا ! .. كان هناك يوم واحد أجمل من الخيال .. 26/2/2003 يوم لقاء مكتبة الأسكندرية الأول مع د. أحمد خالد توفيق .. و مازلت أذكر فرحتى بكل الأعزاء الذين قابلتهم لأول مرة و أحببتهم و أحبونى .. و مازلت أذكر قلبى الصغير الطفل الذى كان يخفق بالفرحة .. المكتبة و الجولة التى أعددتها داخلها و البورشور الذى أعجب به الجميع .. مازلت أذكر رسالة د أحمد الأولى لى و الإنطباع الذى أخذه عنى .. كنت يومها آخر المنصرفين و مازلت أذكر المشروع الذى ركبته عائدة للبيت و أغنية شيرين تدوى بألحان راقصة تعبر عن سعادتى و فرحتى .. هل يمكن إعتبار عام 2003 عام سعيد – رغم كل أحداثه السيئة – بسبب هذا اليوم الإستثنائى ؟!

عام 2004 : واضح أيضا من الرقم أنه كان عام سعيد و ربما سعيد أكثر من اللازم أيضا .. كانت حياتى مستقرة به و كذلك كل من أحبهم .. و تخلله العديد من الأحداث و الأيام السعيدة أبرزها ندوة التى أقامها المنتدى فى مكتبة الإسكندرية و التى كانت من أروع اللقاءات التى حضرتها .. مازلت أذكر اللهفة و الحماس فى تحضير كل شىء .. عرض الفلاش الخاص بد أحمد .. جميع الأصدقاء الذين تجمعوا من كافة أنحاء المعمورة من مصر وخارج مصر أيضا ! .. و بعد تلك الندوة بيومين كان حفل زفاف صديقتى بعد قصة حب كنت شاهدة عليها لأكثر من 10 سنوات ... :) .. كان عاما سعيدا حتى قبل نهايته بأسبوع واحد حيث وافت جدتى المنية .. كنت أنا من حضرت الغُسل و الكفن و الجنازة .. كانت أياما قاسية ...

عام 2005 : أسوء الأعوام التى مرت فى حياتى على الإطلاق ! .. و ليس بالنسبة لى فقط بل لعدد كبير من الأصدقاء أيضا ! .. كانت المشاكل و الآلام لا تفارقنى منذ بداية العام .. حتى جاء شهر مايو و كان ملىء فعلا بأحداث أليمة قاسية مازالت حية بذاكرتى .. شهر يوليو و سفرى للقاهرة .. قضيت هناك قرابة الشهر .. كانت هناك أوقات جميلة فعلا قضيتها مع أصدقائى الذين حاولوا مساعدتى و التخفيف عنى .. شهرى أغسطس و سبتمبر و الذين كانا بلا أى مبالغة أسوء شهرين فى حياتى و كدت أن ألقى حتفى فيهما عدة مرات إلى أن تغمدنى الله برحمته و أزاح عنى ما كنت فيه .. لكنى لم أعد بعدها أبدا كما كنت .. هناك أشياء تغيرت بداخلى و تركت أثارا لا يمحوها الزمن ..

عام 2006 : كان عاما هادئا كما لكم أن تتوقعوا .. و انتهت فيه أخيرا تلك اللعنة التى لاحقتنى منذ عام 2003 .. كانت به أيام و أحداث رائعة لا تنسي .. لكن آخر شهر به كان شنيعا بما لا يمكن وصفه .. من ضمن أحداثه العديدة أنى كدت أسقط من الدور التاسع لأموت ميتة شنيعة لولا العناية الإلهية !

عام 2007 : عام سييء منذ أول يوم فيه .. اول شهرين فيه كانوا من اسوء شهور حياتى وواجهت فيهم أسوء المشاعر الممكنة .. كانت فترة لا تقل سوءا عن نهاية 2005 .. كنت قد رسبت تقريبا فى إمتحانات الترم الأول .. و بعد إنتهاء تلك الفترة – كالعادة- لم أعد أبدا كما كنت و تركت فى نفسي ندوبا لا حصر لها .. كان هناك أيضا الكثير من الأحداث الأليمة التى تخللت هذا العام كان لم يكن آخرها موت جدتى رحمها الله .. لكن الشىء الوحيد الرائع الذى لا يمكن إنكاره هو تخرجى من الكلية و كنت قد ظننت أنى لن أفعل أبدا !

و الآن نحن فى عام 2008 .. ترى هل يكون عام سعيد كما أتوقع و أتمنى لا أدرى حقا ... تلقيت العشرات من رسائل و كروت التهنئة للعام لكنى لم أرسل أى رسائل تهنئة لأحد .. كل عام نتلقى تلك مثل تلك الرسائل التى تتمنى لنا عام سعيد و أن نحقق كل ما نتمنى و بلا بلا بلا ... هل كانت أعوامنا سعيدة حقا بسبب تلك الرسائل ؟! هل حققنا ما نتمناه ؟! .. فعلا لا أجد أى داع للأحتفال بأى عام قادم ...

تلك كانت خواطر كئيبة دارت فى بالى لفترة لكن فكرت بعدها أن هذا هو نوع من الجحود بنعمة الله .. لقد أنعم الله علىّ بالكثير من النعم التى قد ينساها الإنسان أحيانا و هناك الآلاف و الملايين محرومين منها .. فقط أتمنى أن تكون الآلام و الكورارث التى تلحقنى هى إبتلاء من الله و ليست غضب أو عقاب إلهى ..

إن لم يكن بك غضب علىّ فلا أبالى

إن لم يكن بك غضب علىّ فلا أبالى

إن لم يكن بك غضب علىّ فلا أبالى

غير أن عافيتك هى أوسع لى

غير أن عافيتك هى أوسع لى

غير أن عافيتك هى أوسع لى

أنا راضية راضية راضية بكل قضاء الله و قدره .. فقط أتمنى رضاه و أتمنى أن يلهمنى الصبر ..

نحن على الأرض و لسنا فى الجنة .. بالتأكيد لن تكون أعوامنا القادمة سعيدة بنسبة 100% و كذلك لن تكون حزينة بنسبة 100 % .. هى مزيج من الفرح و الحزن و الدموع و الإبتسامة .. أتمنى للجميع أن تكون أفراحهم أكثر من الأحزان و أن تدوم الإبتسامة أكثر من الدمعة .. أن يهبنا الله قلوبا متسامحة تنسى الأذى و لا تحمل ضغينة لأى إنسان .. أن يرزقنا الله الصبر و الرضا بقضاءه و قدره خيره و شره ...

دُمتم بخير جميعا ... :)

2 تـعــلـيقـات:

أيامنا الحلوة said...

أتمنى لكى هذا العام أن يكون من أفضل الأعوام فى حياتك وتحققى فيه كل ما تتمنيه أن شاء الله وليحفظك الله من كل شر ويبارك لك
أعتقد أننا فى حاجة لمزيد من التقرب إلى الله عز وجل حتى يتغمدنا برحمته ويسدد خطانا ويعيننا على ما نواجه فى حياتنا التى أصبحت مليئة بالهموم والمشاكل وحتى نستطيع أن نتغلب على الكثير من الصعاب ونصل إلى الشعور بالرضا والأمان بإذن الله
شكراً لك

Ophelia said...

ربنا معانا و مع الجميع دايما و يرزقنا الهداية و الصبر و الرضا .. إن شاء الله

شكرا جزيلا على الرد .. :)