Sunday 19 October 2008

| ... يا غريب الدار



عندما قرأت مقال د أحمد خالد هنا شعرت بالذهول و لم أستطع منع نفسي من كتابة هذه التدوينة ..

هل لهذه الأبيات صاحب حقا ؟!

كنت أظنها موجودة منذ زمن سحيق .. ربما كتبها شخص مجهول و هو ينظر لسماء مثل سماءنا لكن نجومها أجمل و أبهى و أكثر لمعانا .. أو لربما كتبها عاشق مكلوم كمجنون ليلى و هو يهيم بالجبال و الوديان على غير هدى ..

يا غريب الدار بأفكارى .. كم تخطر ليلا و نهار
أدعوك لتأتى بأشعارى .. بجمال فاق الأقمار
الثغر يغنى و يُمَنى .. و الطرف كحيل بتار
و القلب أسير هيمان .. ما بين بحور الأشعار

كنت أسمعها منذ أن كنت مراهقة على أنغام فرقة رضا و كنت أهيم بها .. لم أكن أعرف مصدر لها سوى التليفزيون و لم يكن هناك كومبيوتر أو انترنت وقتها .. و لم يكن أمامى سوى أن أنتظر سماعها عندما تعرض على التليفزيون كل 53 سنة مرة !

أذكر أنى كنت فى الثانوية العامة عندما سمعتها تعرض بعد سنوات من الغياب .. فهرعت لأحضر ورقة و قلم لأسجل تلك الكلمات حتى لا تطير من ذهنى و جلست لأصغى فى تلك اللحظات المقدسة التى لا تتكرر كثيرا .. أسكرتنى الكلمات و اللحن الرائع ..جافانى النوم .. و أذكر أنى ظللت ساهرة تلك الليلة فى الشرفة حتى قرابة الفجر .. نسمات الهواء الباردة تداعب وجهى .. أكرر الكلمات و أستعيد اللحن فى ذهنى مرارا و تكرارا .. كنت أخاف أن أنام فأنساه و يضيع منى!

عثرت على الأغنية بعد سنوات عديدة الإنترنت بعد الكثير من البحث المضنى .. و كنت أضعها فى مجلد أسميته الموشحات الأندلسية مع أغنية أخرى جميلة تمت لنفس العالم الجميل الساحر ..

انا رفعتها على هذه الوصلة لمن يريد تحميلها .. أسمعوها و لن تندموا أبدا ... :)

فكرة أن من يكتب و يغنى تلك الكلمات الرائعة هو شيخ فى العقد السادس أو السابع فكرة مبهرة للشباب .. لأنهم تعودوا أن يسمعوا نغمة واحدة من الكبار .." انتم مجرد مجموعة من السذج لم تعركوا الحياة بعد .. كل هذه الأفكار و المشاعر التى تملأ عقولكم و قلوبكم هى مجرد وهم و كلام فاضى .. و بعد عدة سنوات ستكتشفون أن كل هذا هراء و أنكم أضعتم وقتكم و مجهودكم فيما لا يستحق" ...

عندما يأتى هذا الرجل ليثبت لهم أنهم ليسوا حمقى إلى هذه الدرجة و ان هذه المشاعرو الأفكار النبيلة لن تنتهى و ربما تستمر حتى آخر العمر و أن من يلومونهم هم مجرد مجموعة من متبلدى الحس و المشاعر .. يكون لهم كل الحق فى أن ينبهروا به !

أغانى كثيرة جميلة قديمة انقرضت تماما و ابحث عنها كثيرا لكن يبدو أن أحدا لم يسمع عنها سواى ! .. كان هناك مسلسل قديم لإيمان الطوخى منذ أكثر من 13 سنة أسمه رابعة تعود و كان تتر المسلسل أغنية جميلة جميلة جميلة جدا .. بصوت إيمان الطوخى الجميل و لحن أكثر من مبهر و كلمات فى منتهى الروعة للشاعرعبد السلام أمين ..

عندما يختل ميزان العدالة .. يسقط العقل و تختال الجهالة
يصبح الحلم هروبا و استحالة .. و اعتناق الحق بحمقا و ضلالة
انت يا عشق حياتى .. و مماتى .. و فنائى فيك ميلادى لذاتى
كل هذا الكون محراب صلاة .. فأفق يا قلب و استشعر جلاله
انت يا عشق أيا زاد القلوب .. عندما ذوبتنى ذابت ذنوبى
انت مصباحى تجلى فى دروبى .. يا هلالا لاح لى أرجو إكتماله

الكلمات موجودة على الإنترنت لكن الأغنية ليست موجودة للأسف .. و المسلسل نفسه لم يعرض ثانية على أى قناة على حسب معلوماتى فأنا لم أعد أتابع أى شىء فى التليفزيون منذ سنوات بإستثناء الجزيرة الوثائقية فى بعض الأحيان ..
عندما عرض المسلسل قمت بتسجيل المقدمة على شريط كاسيت قديم صوت التشويش فيه أعلى من صوت الأغنية نفسه ! .. لو أن هناك من لديه أى تسجيل لهذه الأغنية أو عثر عليها بأى شكل من الأشكال أتمنى أن يرسلها لى !

دُمتم بخير ...

أوفيليا

Saturday 20 September 2008

| ... كلنا ليلى



تضامنا مع " كلنا ليلى "

موعدنا 19 أكتوبر 2008

...



Saturday 19 July 2008

|The Devil's Advocate ...


من أكثر المشاهد التى أثرت فى نفسي مشهد إنتحار الزوجة فى فيلم The devil's Advocate .. عندما شعرت باليأس بعد محاصرتها من كل تلك الشخصيات الشيطانية .. بعد كل الرعب و الخوف و الألم الذى مرت به إمتدت يدها و هى ذاهلة لقطعة من المرآة المكسورة كي تقطع أوردة عنقها .. تنظر لعين زوجها للمرة الأخيرة و تخبره أنها تحبه .. وهو يحاول بكل قوة أن يكسر باب الغرفة كى ينقذها و يناشدها أن تتوقف بكل الذعر و الخوف النابع من حبه لها .. أن ترى من تحبه يتعذب و يتألم حتى الموت و أنت لا تستطيع مد يد المساعدة له خصوصا أنه كان أحد أسباب وصولها لهذه الحالة لأنه لم يستمع لمخاوفها و لم يصدقها .. موقف و شعور رهيب .. يصل لها بعد فوات الأوان و يحتضنها و يصرخ و يبكى و يرتعش من الصدمة و الألم و من فداحة الخسارة .. لا يمكن أن ترى هذا المشهد بدون أن تبكى معه .. لقد أبدع كيانو رييفز فى هذا المشهد أيما إبداع ...

المشهد التالى يحتوى بعض العنف و هو غير مناسب للأطفال بتاتا



أكبر مصيبة يمكن أن يتعرض لها إنسان فى الحياة هو موت شخص يحبه سواء كان قريب أو صديق أو حبيب .. كيف تفقده هكذا بدون أى مقدمات ؟! .. كيف ستكون الحياة بعده ؟! .. ماذا عن كل الكلمات التى تأخرنا فى قولها ؟ كل الأفكار و الذكريات و المشاعر .. من سيسمعها ؟ من سيفهمها ؟ ماذا عن إعتذارات تأخرنا فى قولها ؟ ترى هل سامحونا قبل أن يذهبوا ؟! ..

هناك حديث عن نبينا الكريم – لا أذكر نصه بالضبط - يأمرنا أن نخبر الأشخاص الذين نحبهم بذلك .. نحن اليوم معا لكن غدا أين سنكون ؟!

أدعوا الله أن يحفظ لكل شخص أحبائه ...

دُمتم بخير ..

Thursday 17 July 2008

|The Music Played ...


لو تحدثنا على أفضل 10 أغنيات أجنبية فى التاريخ فبالتأكيد ستكون هذه واحدة منهن .. الكلمات الرقيقة الحزينة .. و الأداء الجميل المعبر .. و اللحن الأروع .. و صوت من أقوى و أجمل الأصوات فى التاريخ ..

اللحن مشهور إلى لحد ما لأنه كان موجود فى الموسيقى التصويرية لكثير من أفلام السبعينات المصرية .. فى ذلك الوقت التى كانت كل الموسيقى التصويرية للأفلام مسروقة من أفلام أو أغانى أجنبية ! ..

سمعتها منذ سنوات بعيدة جدا و همت بها حبا .. و لم أكن أعرف سوى إسم الأغنية و لم أعرف إسم المغنى قط .. و عندما تعرفت على شبكة الإنترنت حاولت البحث عنها كثيرا جدا بلا جدوى .. فليجرب أحدكم أن يضع الإسم the music played فى أى محرك بحث أو أى برنامج لمشاركة الملفات .. ستجد مئات النتائج لعشرات الأغانى القديمة و الحديثة و كلهم يحمل نفس الإسم the music played ! .. حاولت تنزيل الكثير من تلك الأغانى على أمل ضعيف أن تكون واحدة منهم بلا أى فائدة .. ثلاث سنوات .. أكثر من ثلاث سنوات و أنا أبحث عنها حتى وجدت ذلك الملف الذى يحمل إسم Matt Monroe .. شعرت بشىء ما يخبرنى ان هذا هو الملف الذى أبحث عنه .. و قد كان .. طبعا هذا اليوم كان يوم عيد بالنسبة لى و ظللت أستمع إليها مرارا و تكرارا لأيام طويلة .. و مازالت حتى الآن من أكثر الأغانى المقربة إلى قلبى ..

مات مونرو من أجمل الأصوات التى يمكن أن تسمعها فى حياتك .. أضعه فى كفة واحدة مع فرانك سيناترا .. أغانيهم لها نفس الطابع الرقيق .. نفس الألحان الرائعة .. أو هذا هو طابع تلك الفترة الجميلة من أربعينات و خمسينات القرن العشرين .. كم كنت أتمنى أن أعيش فى عالم غير العالم !

مات مونرو له الكثير من الأغانى القديمة الرائعة التى سأكتب عن بعضها فى تدوينات قادمة إن شاء الله ..

The Music Played..

هى صوت الذكريات المحطمة .. هى كل حلم جميل ضائع .. هى كل أمل تسرب كالماء من بين أصابعنا .. هى ندم على كل خطأ إقترفناه و لم نتصور أبدا فداحة الإختيار ...

كلمات الأغنية :

The Music Played – Matt Monroe

An angry silence lay where love had been
And in your eyes a look I'd never seen

If I had found the words you might have stayed

But as I turned to speak, the music played

As lovers danced their way around the floor
I sat and watched you walk towards the door

I heard a friend of yours suggest you stayed

And as you took his hand, the music played

Across the darkened room the fatal signs I saw
You'd been something more than friends before

While I was hurting you by clinging to my pride

He had been waiting and I drove him to your side

I couldn't say the things I should have said
Refused to let my heart control my head

But I was made to see the price I paid

And as he held you close, the music played

And as I lost your love, the music played

لتحميل الأغنية من هذه الوصلة: The Music Played – Matt Monroe

إسمعوا .. و إستمتعوا .. و إدعولى ... :)

| ... وجع


إبتعدت كثيرا .. لكن الفترة الماضية كانت مليئة بالأوجاع لدرجة تفوق قدرتى على التحمل .. يبدو أن عام 2008 لن يكون رفيق بى أبدا .. فقط أحاول أن أبتسم رغم كل الألم .. أحاول أن أغنى حتى لو كانت عينى ممتلئة بالدموع ..

يا ترى .. لسة الأغانى ممكنة ؟!

Thursday 10 January 2008

|... عام جديد سعيد


هناك شىء غريب لاحظته منذ فترة عن كل السنوات التى مرت بى منذ بداية تلك الألفية .. دائما يكون هناك عام جيد يتبعه عام سييء .. عام ملىء بالمصائب و الكوارث و الآلام و عام سعيد أو هادىء نوعا و خالى مصائب .. تسير هذه القاعدة بإنتظام على مدار سبع سنوات .. فهل تستمر للعام القادم و الأعوام التى تليه ؟!.. من يدرى !

كانت البداية فى عام 2001 .. حتى ذلك الوقت كانت حياتى مستقرة إلى حد كبير .. حياة عادية جدا بها أفراحها و أحزانها كأى شخص آخر .. كانت روحى مفعمة بالأمل و الحماس .. قلبى و عقلى ممتلئان بالأحلام التى أثق فى قدرتى على تحقيقها ..

كان عام جيد و مستقر فى بدايته حتى تلك الأحداث فى بداية شهر يونيو .. و ذلك الظلم الفادح الذى تعرضت له .. لم يكن لى أى ذنب سوى ذلك النحس الذى يلازمنى و الذى يفوق النحس الملازم لرفعت إسماعيل أو سوزان ماير بطلة "ربات بيوت يائسات" ..!

فى البداية كان ذلك الصراع العلنى الذى تحول بعدها إلى صراع خفى نفسي رهيب مدمر بالنسبة لى .. لو حدث نفس الموقف بالنسبة لأى شخص بارد الدماء معدوم المشاعر كان سينساه و يتجاوزه سريعا و ليتنى كنت من هؤلاء .. لكن الأمر كان مختلف بالنسبة لى كانت الإهانة و سوء الظن أكبر مما أحتمله و بالذات أن تصدر من أقرب الناس إليك .. عشت عدة شهور فى عذاب شديد .. و انكسرت بداخلى أشياء كثيرة و لم تعد كما كانت أبدا ..

و انتهى العام بوفاة جدى بعد أن كنت أقيم فى منزل جدى و جدتى لمدة عام كامل كنت فيه قريبة منهم للغاية .. كانت أول مرة يموت إنسان قريب منى .. فليرحم الله جميع موتانا ...

عام 2002 : كان عام هادىء نوعا و مستقر فى الكثير من النواحى .. و أذكر بالذات ذلك الشهر التدريبى الممتع الذى قضيته متنقلة بين السنترالات المختلفة لأتعرف على أنواعها و كيفية تشغيلها و إدراتها يدويا و عن بعد ! .. و فى نهاية العام تعرفت على عالم منتدى روايات و انبهرت به و غرقت فيه حتى النخاع .. مازلت حتى الآن لا أعرف إذا كان هذا – تعرفى على المنتدى و كل تبعاته لأكثر من 5 سنوات – يمكن إعتباره من الأحداث السارة أو الأحداث الكارثية .. هل لو لم أتعرف على المنتدى و لم يؤثر فى حياتى إلى هذه الدرجة هل كنت سأكون أفضل حالا ؟ .. من يدرى .. الله وحده أعلم !

عام 2003 : كما يظهر من رقمه الفردى كان عاما سيئا ! .. صادفنى به آلام كثيرة و به بدأت اللعنة التى ظلت تلازمنى 4 سنوات و لم أتخلص منها إلا العام الماضى عندما تخرجت من الكلية و كنت ظننتنى لن أفعل أبدا ! .. كان هناك يوم واحد أجمل من الخيال .. 26/2/2003 يوم لقاء مكتبة الأسكندرية الأول مع د. أحمد خالد توفيق .. و مازلت أذكر فرحتى بكل الأعزاء الذين قابلتهم لأول مرة و أحببتهم و أحبونى .. و مازلت أذكر قلبى الصغير الطفل الذى كان يخفق بالفرحة .. المكتبة و الجولة التى أعددتها داخلها و البورشور الذى أعجب به الجميع .. مازلت أذكر رسالة د أحمد الأولى لى و الإنطباع الذى أخذه عنى .. كنت يومها آخر المنصرفين و مازلت أذكر المشروع الذى ركبته عائدة للبيت و أغنية شيرين تدوى بألحان راقصة تعبر عن سعادتى و فرحتى .. هل يمكن إعتبار عام 2003 عام سعيد – رغم كل أحداثه السيئة – بسبب هذا اليوم الإستثنائى ؟!

عام 2004 : واضح أيضا من الرقم أنه كان عام سعيد و ربما سعيد أكثر من اللازم أيضا .. كانت حياتى مستقرة به و كذلك كل من أحبهم .. و تخلله العديد من الأحداث و الأيام السعيدة أبرزها ندوة التى أقامها المنتدى فى مكتبة الإسكندرية و التى كانت من أروع اللقاءات التى حضرتها .. مازلت أذكر اللهفة و الحماس فى تحضير كل شىء .. عرض الفلاش الخاص بد أحمد .. جميع الأصدقاء الذين تجمعوا من كافة أنحاء المعمورة من مصر وخارج مصر أيضا ! .. و بعد تلك الندوة بيومين كان حفل زفاف صديقتى بعد قصة حب كنت شاهدة عليها لأكثر من 10 سنوات ... :) .. كان عاما سعيدا حتى قبل نهايته بأسبوع واحد حيث وافت جدتى المنية .. كنت أنا من حضرت الغُسل و الكفن و الجنازة .. كانت أياما قاسية ...

عام 2005 : أسوء الأعوام التى مرت فى حياتى على الإطلاق ! .. و ليس بالنسبة لى فقط بل لعدد كبير من الأصدقاء أيضا ! .. كانت المشاكل و الآلام لا تفارقنى منذ بداية العام .. حتى جاء شهر مايو و كان ملىء فعلا بأحداث أليمة قاسية مازالت حية بذاكرتى .. شهر يوليو و سفرى للقاهرة .. قضيت هناك قرابة الشهر .. كانت هناك أوقات جميلة فعلا قضيتها مع أصدقائى الذين حاولوا مساعدتى و التخفيف عنى .. شهرى أغسطس و سبتمبر و الذين كانا بلا أى مبالغة أسوء شهرين فى حياتى و كدت أن ألقى حتفى فيهما عدة مرات إلى أن تغمدنى الله برحمته و أزاح عنى ما كنت فيه .. لكنى لم أعد بعدها أبدا كما كنت .. هناك أشياء تغيرت بداخلى و تركت أثارا لا يمحوها الزمن ..

عام 2006 : كان عاما هادئا كما لكم أن تتوقعوا .. و انتهت فيه أخيرا تلك اللعنة التى لاحقتنى منذ عام 2003 .. كانت به أيام و أحداث رائعة لا تنسي .. لكن آخر شهر به كان شنيعا بما لا يمكن وصفه .. من ضمن أحداثه العديدة أنى كدت أسقط من الدور التاسع لأموت ميتة شنيعة لولا العناية الإلهية !

عام 2007 : عام سييء منذ أول يوم فيه .. اول شهرين فيه كانوا من اسوء شهور حياتى وواجهت فيهم أسوء المشاعر الممكنة .. كانت فترة لا تقل سوءا عن نهاية 2005 .. كنت قد رسبت تقريبا فى إمتحانات الترم الأول .. و بعد إنتهاء تلك الفترة – كالعادة- لم أعد أبدا كما كنت و تركت فى نفسي ندوبا لا حصر لها .. كان هناك أيضا الكثير من الأحداث الأليمة التى تخللت هذا العام كان لم يكن آخرها موت جدتى رحمها الله .. لكن الشىء الوحيد الرائع الذى لا يمكن إنكاره هو تخرجى من الكلية و كنت قد ظننت أنى لن أفعل أبدا !

و الآن نحن فى عام 2008 .. ترى هل يكون عام سعيد كما أتوقع و أتمنى لا أدرى حقا ... تلقيت العشرات من رسائل و كروت التهنئة للعام لكنى لم أرسل أى رسائل تهنئة لأحد .. كل عام نتلقى تلك مثل تلك الرسائل التى تتمنى لنا عام سعيد و أن نحقق كل ما نتمنى و بلا بلا بلا ... هل كانت أعوامنا سعيدة حقا بسبب تلك الرسائل ؟! هل حققنا ما نتمناه ؟! .. فعلا لا أجد أى داع للأحتفال بأى عام قادم ...

تلك كانت خواطر كئيبة دارت فى بالى لفترة لكن فكرت بعدها أن هذا هو نوع من الجحود بنعمة الله .. لقد أنعم الله علىّ بالكثير من النعم التى قد ينساها الإنسان أحيانا و هناك الآلاف و الملايين محرومين منها .. فقط أتمنى أن تكون الآلام و الكورارث التى تلحقنى هى إبتلاء من الله و ليست غضب أو عقاب إلهى ..

إن لم يكن بك غضب علىّ فلا أبالى

إن لم يكن بك غضب علىّ فلا أبالى

إن لم يكن بك غضب علىّ فلا أبالى

غير أن عافيتك هى أوسع لى

غير أن عافيتك هى أوسع لى

غير أن عافيتك هى أوسع لى

أنا راضية راضية راضية بكل قضاء الله و قدره .. فقط أتمنى رضاه و أتمنى أن يلهمنى الصبر ..

نحن على الأرض و لسنا فى الجنة .. بالتأكيد لن تكون أعوامنا القادمة سعيدة بنسبة 100% و كذلك لن تكون حزينة بنسبة 100 % .. هى مزيج من الفرح و الحزن و الدموع و الإبتسامة .. أتمنى للجميع أن تكون أفراحهم أكثر من الأحزان و أن تدوم الإبتسامة أكثر من الدمعة .. أن يهبنا الله قلوبا متسامحة تنسى الأذى و لا تحمل ضغينة لأى إنسان .. أن يرزقنا الله الصبر و الرضا بقضاءه و قدره خيره و شره ...

دُمتم بخير جميعا ... :)

Thursday 11 October 2007

| ! .. فولا فولا .. و إغتيال البراءة



لا أعتقد أن أى شخص من مواليد أواخر السبعينيات و أوائل الثمانينيات فى مصر يمكن أن يجهل تلك الأغنية الرائعة التى عشنا معها فى طفولتنا و أحببناها بشدة .. اللحن الجميل الذى يأثر القلب .. على الرغم من أن معظم الكلمات كانت باللغة الإيطالية لكن المعنى و الإحساس كان يصل لنا بلا مترجم ...

كان اسم الأغنية المتعارف عليه لسنوات طوال هو " بولا بولا " .. لكن من تم إكتشاف الإسم الصحيح لها من فترة و هو " فولا فولا " أو vola vola balombella" " بمعنى طيرى طيرى يا عصفورة .. يبدو أن كل أطفال هذه الفترة- و أنا من ضمنهم - كانوا مصابين بضعف فى السمع !

كنت أهيم عشقا بالأغنية و أشعر أنى أطير عندما أسمعها و بمجرد أن أسمع لحنها أترك كل ما يشغلنى و أجرى على التليفزيون لأشاهدها و أغنيها مع تلك الفتاة الصغيرة الجميلة الرقيقة التى كنت أجهل إسمها فى هذا الوقت ! .. كنت أحبها بشدة لدرجة أنى كنت أحاول تقليدها و كنت أقوم بتسريح شعرى مثلها و أضع ( توكة ) مثل التى تضعها فى شعرى و أذهب إلى أمى و أسألها إنت كنت أشبه تلك الفتاة التى تغنى أم لا !

بيتك يا عصفورة وين .. ما بشوفك غير بتطيرى

ما عندك غير جناحين .. حاكينا كلمة صغيرة

و لو سألونا بنقله .. ما حاكتنا العصفورة

طيري طيرى .. طيرى طيرى

طيري طيرى .. طيرى طيرى

طيري طيرى .. يا عصفورة

مرت السنوات لكنى لم أنسي تلك الأغنية أبدا .. و بجرد أن دخلت إلى عالم الإنترنت بدأت أبحث عنها هى و عشرات الأغانى التى أهيم بها حبا .. ووجدتها فعلا بل وجدت كذلك موقع لتلك الطفلة التى كانت تغنيها و قد أصبحت الآن فتاة يافعة .. و لشد ما كانت صدمتى .. لقد وجدتها و قد تحولت إلى واحدة أخرى من فتيات الفيديو كليب !!! .. و كانت ترتدى أو لا ترتدى بعض من أوراق الجرائد !

لا أدرى كيف يتحول الإنسان من النقيض إلى النقيض .. و كيف يتحول الطهر و البراءة إلى تلك الصورة المزرية .. عندما أشاهد بالصدفة بعض قنوات الأغانى يصعب على أن أتصور أن هؤلاء الفتيات كانوا أطفال أبرياء فى يوم من الأيام .. هل هناك لحظة فاصلة تنقل الإنسان من حال إلى حال .. أم هو تغير تدريجى على مدار الأيام و الشهور و السنوات .. و ياله من تغير .. كل ما أستطيعه هو أن أحمد الله الذى عافانا مما إبتلاهم به و أن جعلنا ننشأ فى بيئة ووسط لا تجعلنا نصل لتلك النهاية .. ربنا يهديهم و يهدينا جميعا ... :)

لمن لايزال يبحث عن الأغنية أو من لم يسمعها من قبل يمكن أن يقوم بتحميلها من هذه الوصلة : vola vola

و لمن يريد فيديو الأغنية فهو موجود عندى لكن حجمه كبير و يمكن أن أرفعه لمن يطلبه ..

و لقد وضعت تلك الأغنية الحبيبة كرنة لموبايلى منذ أكثر من ستة أشهر و حتى الآن ! .. و رغم كل شىء سأظل أحبها و أسمعها دائما و أبدا ...

----------------------------------------

تدوينات قادمة أتمنى أن أكتبها منذ زمن سحيق ! .. ربنا يفتح عليا و أقدر أكتبها قريب.. إدعولى !

1. الفرق بين صلاة التراويح و النهجد

2. my best friend wedding

3. المرأة مشكلة صنعها الرجل

4. يوميات عُمر و سارة

5. عدد من التدوينات الموسيقية كالعادة !

6. أمراض النفوس !

|! ... بحبك .. بحبك .. بحبك .. يا شيرين


إعتدت منذ قرابة العشر سنوات أن أركب ترام الرمل بالأسكندرية .. أذهب لمحطة الرمل لمشاويير التسوق أو لشراء الروايات الحبيبة أو لإستعراض آخر ما صدر من الكتب و شراء ما يلفت إنتباهى منها أو مجرد التمشية فى مربع الشوارع الذى أهيم به حبا .. شارع سعد زغلول .. شارع صفية زغلول .. شارع فؤاد .. و شارع النبى دانيال .. أعود بعدها لأركب الترام فى رحلته الطويلة من بداية الخط لنهايته من محطة الرمل و حتى فيكتوريا .. و رغم أن هناك الكثير من وسائل المواصلات التى يمكن أن توصلنى إلى المنزل فى ربع الوقت إلا أنى كنت أهيم حقا بركوب الترام إلا إذا كان هو وقت الذروة فلا أنصح أى أحد بركوبه !! .. و أجلس بالطبع فى مكانى المفضل بجانب الشباك و أحتضن كنزى الصغير من الكتب و الروايات .. آكل الأيس كريم .. ثم أقضى الوقت فى تصفح الكتب أو متابعة معالم الطريق التى أحفظها عن ظهر قلب أو أقضيه شرود الذهن الذى يلازمنى دائما !

و من ضمن ما يمر به الترام فى رحلته نادى سبورتنج الذى يعتبر أكبر نوادى الإسكندرية .. و من المكان المرتفع الذى يمر به الترام يمكنك أن تشاهد النادى من الداخل و على الأخص ملاعب الجولف الضخمة الرائعة المليئة بالأشجار و النخيل .. مشهد جميل لا أحب أن يفوتنى .. و من مكان الترام المرتفع تستطيع أيضا مشاهدة أسوار النادى العالية المصممة على شكل بلوكات مربعة مدهونة بالجير الأبيض أو الأصفر ..

إلى هنا و القصة عادية .. لكن لو نظرت لجزء من السور ستجد هناك جملة مكتوبة باللون الأسود بأكبر خط ممكن .. كلمة واحدة لكل بلوك من بلوكات السور .. أنا – مايكل – سعيد – بحبك – بحبك – بحبك – يا – شيرين ... !!! .. هذه الجملة موجودة هناك منذ قرابة العشر سنوات و ربما أكثر .. و دائما كنت أبتسم كلما أمر بها و أفكر فى أنها ربما كانت قصة حب ساذجة بين إثنين من طلبة المرحلة الثانوية حيث فترة المراهقة و الأحلام الوردية و القلوب الحمراء التى تخترقها الأسهم المعنونة بأسماء المحبين .. و لابد أن القصة إنتهت إلى لا شىء ككل قصص الحب المماثلة .. و لربما يلتقى الحبيبين صدفة فى الطريق بعدها بسنوات فلا يذكر كل منهما وجه الآخر و يجد عسرا فى تذكر أين رآه من قبل ! .. كان ما رأيته تصرف غريب من وجهة نظرى .. فقصص الحب المشابهة يسعى فيها الحبيبين إلى الكتمان دائما حيث أن الأمر غالبا لن يلقى قبولا عن أهل الطرفين خصوصا فى مثل هذه السن الصغيرة .. ربما فقط يلقى قبولا بين أصدقائهم الذين يعيشون ظروفا مماثلة !

و كنت أفكر أيضا فى السبب الذى جعل مايكل يعلن حبه و يكتبه على الملأ بهذا الشكل .. هل أراد أن يبهر حبيبته و يثبت لها حبه بهذا الشكل ؟! .. هل كان صادقا فعلا فى شعوره أم كان مجرد وغد آخر يعبث بمشاعر الفتاة و يجعل منها مزحة ووسيلة للتفاخر بين زملائه ؟! .. و ماذا كان رد فعل الفتاة ؟ .. هل شعرت بالفخر و السعادة و أرتفعت كبرياء أنوثتها إلى معدلات عالية ؟ .. أم شعرت بالضيق و الغضب و لامت الفتى على سوء تصرفه الذى قد يؤثر على سمعتها كفتاة ؟! .. تدور فى رأسي كل هذه الأفكار و التساؤلات لفترة حتى أجد مشهد أو موقف آخر يملأ رأسي بأفكار و تساؤلات أخرى ...

مرت سنوات عديدة و منذ فترة تم دهان سور النادى و بالتالى تم مسح الجملة المكتوبة .. شىء طبيعى من حقهم دهان سور النادى من وقت لآخر ! .. لكن الشىء الذى أثار ذهولى حقا أنه بعد دهان سور النادى بفترة قصيرة وجدت نفس الجملة تمت إعادة كتابتها بنفس الخط و الحجم و بنفس اللون و فى نفس المكان !!! ... دارت فى رأسي الكثير من الأفكار حينها هل يمكن أن تكون إستنتاجاتى خاطئة ؟! .. هل من المحتمل أن قصة الحب هذه قد إستمرت كل هذه المدة ؟! بل و من المحتمل أيضا أنها قد كللت بالنجاح و أن مايكل و شيرين قد تزوجا و رزقا بعدة أطفال طوال كل هذه المدة .. و لربما كانا يمرا كل فترة من أمام السور متعانقى الكفين ليروا الكلمات الشاهدة على قصتهما و تملأ وجهيهما إبتسامة تملؤها السعادة و الرضا .. و لابد أن حبهما إستمر و زاد بعد الزواج و لم يتحول إلى لعنات متبادلة كما يحدث لقصص كثيرة ولذلك عندما تم دهان السور و محو الكلمات سارع مايكل إلى إعادة كتابة الكلمات مرة أخرى – بلا خجل أو خوف هذه المرة- و أحضر شيرين لتراها معه و لسان حاله يقول أن حبه لها لن ينتهى أبدا و أن تلك الكلمات إن محاها الزمن من على الجدران الجيرية فلن يستطيع أبدا أن يمحوها من بين ثنايا قلبه ...

ربما يرى البعض إن وجود تلك الكلمات بلونها و خطها الردىء هو تشويه للمنظر الجمالى للمكان .. لكنى لن أوافقهم فى هذا .. فحياتنا مليئة بكل ما يشوه الجمال من حولنا .. ثرثرة فارغة على الجدران .. سباب بذىء .. إعلانات ملونة صاخبة عن كل شىء و أى شىء .. لكن قلما يجد المرء مثل هذا المشهد الذى يدل على أن حياتنا مازلت تحمل بعض الصدق و بعض المشاعر الجميلة فى وسط كل المشاعر البغيضة من كره و ظلم و أنانية ..

رغم أنى لا أعرفهم و لا يعرفونى شخصيا لكنى أتمنى لمايكل و شيرين كل سعادة ... :)

تُرى هل أنا محقة فى كل إستنتاجاتى هذه ؟ .. حتى لو لم أكن .. أنا سعيدة بمجرد الفكرة نفسها حتى لو كانت مجرد وهم فى رأسي أنا وحدى !

أم أن هناك من له رأى آخر ؟!

----------------------------------------------------

*سأحاول الحصول على صورة للمشهد و الكلمات و أضعها فى المدونة فى أقرب وقت ممكن

Friday 21 September 2007

| Papa ...



أغنية جميلة جدا من أغانى السبعينات الرائعة .. تحكى عن ذلك الأب الذى يعمل بجد كل يوم من أجل أطفاله .. و ليطمئن أن بطونهم ممتلئة دائما .. و ثيابهم تكفيهم .. حياة بسيطة سعيدة .. يمر الزمن و يشيب الأب و يكبر معه الأطفال لكن دوام الحال من المحال .. تمرض الأم و تتركهم و تموت و لا يتحمل الأب فراقها فينزوى و يذبل .. و يطلب من أولاده أن يتركوه وحده .. يكبر الأبن و يصبح لديه أولاد لكن كلمات والده ترن فى أذنه دائما و أبدا ..


أغنية بالغة الرقة و للحنها ذلك الشجن الجميل الذى يميز فترة السبعينات و بعض المطربين .. لا يمكن أن أسمع ذلك الإيقاع الجميل بدون أن تدمع عيناى إحم – يبدو أن معظم الأغانى التى أضعها هنا تدمع فيها عيناى !

أهدى الأغنية إلى الصديق أحمد إبراهيم الذى حدثنى كثيرا عنها منذ زمن بعيد و كان السبب الذى جعلنى أبحث عنها و أسمعها .. و رغم كل شىء أهديها أيضا إلى أبى الحبيب الذى لن يقرأ هذه الكلمات !

كلمات الأغنية :

Papa - Paul Anka

Everyday my papa would work
To help to make ends meet
To see that we would eat
Keep those shoes upon my feet
Every night my papa would take
And tuck me in my bed
Kiss me on my head
After all the prayers were said

Growing up with him was easy
Time just flew on by
The years began to fly
He aged and so did I
I could tell
That mama wasn't well
Papa knew and deep down so did she
So did she
When she died
My papa broke down and cried
All he said was, "God, why not take me?"
 
Every night he sat there sleeping
In his rocking chair
He never went upstairs
All because she wasn't there

Then one day my papa said,
"Son, I'm proud the way you've grown.
Make it on your own. Oh, I'll be O.K. alone."

Every time I kiss my children
Papa's words ring true
"Your children live through you.
They'll grow and leave you, too"
I remember every word
My papa used to say
I live them everyday
He taught me well that way

Every night my papa would take
And tuck me in my bed
Kiss me on my head
When my prayers were said
Every night my papa would take
And tuck me in my bed
After my prayers were said ...

للتحميل من هذه الوصلة : Papa

أتمنى أن تنال إعجابكم ... :)

 

|!تُرى ستقول يا عُمرى بأنك كنت تهوانى .. ؟


لا أدرى متى قرأتها و لا سمعتها قبلا .. لكن كانت هذه القصيدة الرائعة موجودة دائما فى عقلى الباطن .. و عندما وجدتها على الشبكة لم أكن أعرف أنها لفاروق جويدة ..كنت قد سمعت كثيرا عن أشعاره لكن لم يتسنى لى قرائتها من قبل و لم أعرف أن هذه القصيدة الرائعة له .. رغم أن هذا ليس هو نوع الشعر الذى أفضله لكن الكلمات مسّتنى كثيرا ...

يبدو أنى سوف أنقب كثيرافى أعمال فاروق جويدة من الآن و صاعدا !


قالت سوف تنساني

وتنسى أننى يوما

وهبتك نبض وجدانى

وتعشق موجة أخرى

وتهجر دفء شطآنى

وتجلس مثلما كنا

لتسمع بعض ألحانى

ولا تعنيك أحزانى

ويسقط كالمنى اسمي

و سوف يتوه عنوانى

تُرى ستقول يا عُمري

بأنك كنت تهوانى؟؟؟

فقلت هواك إيماني

ومغفرتي وعصياني

أتيتك والمنى عندى

بقايا بين شطآنى

ربيع مات طائره

على أنقاض بستاني

رياح الحزن تعصرنى

وتسخر بين وجداني

أحبك واحة هدأت

عليها كل أحزاني

أحبك نسمة تروي

لصمت الناس ألحاني

احبك أنت يا أملا

كضوء الصبح يلقانى

أمات الحب عشاقا

وحبك أنت أحياني

فلو خيرت فى وطن

لقلت هواك اوطانى

ولو أنساك يا عمرى

حنايا القلب تنسانى

إذا ما ضعت فى درب

ففى عينيك عنوانى


| !... عودة


تغيبت كثيرا عن المدونة .. أولا بسبب الدراسة و مشروع التخرج و بعدها بسبب إنعدام الرغبة فى الكتابة أو الفوبيا التى لدّى من الكتابة - أصاب بالخوف لمجرد أن أفكر أن ما أكتبه سيقرؤه الناس - رغم أن هناك عشرات الأشياء التى أتمنى أن أكتب عنها .. و قررت أن أعود بمجرد أن قررت أن أعود ! .. إن الأمر مزاجى تماما بالنسبة إلىّ !

أشكر كل الأصدقاء الذين كانوا يمرون هنا للبحث عن جديد .. و أعتذر للأعزاء الذين لامونى عن التوقف و شجعونى على الكتابة من جديد و أخص بالذكر الصديقة جنة داوود التى راسلتنى مؤخرا ..

لكم منى كل الحب ... :)

Thursday 5 April 2007

|Oh, Baby .. It 's a Wild World ...


موعدنا الآن مع أغنية من أشهر و أرق أغانى السبعينات .. Wild World-Cat Steven

كات ستيفنز كان من أشهر المطربين فى هذا الوقت و معروف أنه إعتنق الإسلام و غير إسمه للشيخ يوسف إسلام و هو يعيش فى السعودية منذ سنين طويلة و ينشد الأناشيد الدينية.. لحن الأغنية ربما يكون معروف للبعض لأن محمد فؤاد قد إقتبس اللحن فى إحدى أغانيه إسمها "أوقات يا دنيا"

الأغنية رقيقة للغاية و اللحن مؤثر جدا .. و ربما لن تستطيع أن تمنع دمعة تنحدر هنا أو هناك .. تتحدث الأغنية عن الشخص الذى تركته حبيبته و سترحل لكنه لازال يحبها و يخاف عليها من هذا العالم القاسي المتوحش و كل الأشخاص السيئين الذين يمكن أن تقابلهم ..

كلمات الأغنية :

Cat Stevens - Wild World

Now that I've lost everything to you
You say you wanna start something new
And it's breakin' my heart you're leavin'
Baby, I'm grievin'
But if you wanna leave, take good care
I hope you have a lot of nice things to wear
But then a lot of nice things turn bad out there

Oh, baby, baby, it's a wild world
It's hard to get by just upon a smile
Oh, baby, baby, it's a wild world
I'll always remember you like a child, girl

You know I've seen a lot of what the world can do
And it's breakin' my heart in two
Because I never wanna see you a sad girl
Don't be a bad girl
But if you wanna leave, take good care
I hope you make a lot of nice friends out there
But just remember there's a lot of bad and beware

Oh, baby, baby, it's a wild world
It's hard to get by just upon a smile
Oh, baby, baby, it's a wild world
I'll always remember you like a child, girl

Baby, I love you
But if you wanna leave, take good care
I hope you make a lot of nice friends out there
But just remember there's a lot of bad and beware

Oh, baby, baby, it's a wild world
It's hard to get by just upon a smile
Oh, baby, baby, it's a wild world
I'll always remember you like a child, girl

Oh, baby, baby, it's a wild world
It's hard to get by just upon a smile
Oh, baby, baby, it's a wild world
I'll always remember you like a child, girl

و لتحميل الأغنية من هذه الوصلة: Wild World

أتمنى أن تعجبكم .. و أتمنى أن أسمع إنطباعاتكم عنها ...

|Schindler's List


قائمة شندلر هو بالطبع واحد هو واحد من أشهر أفلام المخرج الأمريكى ستيفن سبيلبيرج و قد حصل على عدد لا بأس به من جوائز الأوسكار و ثار حوله الكثير من الجدل بسبب موضوعه المتعلق بالهولوكوست و محرقة النازى لليهود فى زمن الحرب العالمية الثانية .. و قد سمعت عنه الكثير منذ زمن و تمنيت أن أراه .. و فعلا قمت من فترة بتحميله من على الإنترنت لكن لم أستطع مشاهدته حتى الآن .. ففى أثناء التصفح السريع للفيلم بدا لى أنه يحوى بعض المشاهد الغير لائقة و بحثت على الانترنت فوجدت أن الفيلم يحمل التصنيف (R).. فأجلت مشاهدته إلى أجل غير مسمى لحين العثور على حل لهذه المشكلة .. و لم أحذفه لأنى أتمنى مشاهدة الفيلم جدا لما سمعت عن روعته و كذلك موضوعه المثير للجدل ... ربما أكتب تدوية مفصلة عن الفيلم لو قدر لى أن أراه فى يوم من الأيام ..

اليوم نتحدث عن شىء آخر و هو موسيقى الفيلم الشهيرة و التى كانت جزء لا يتجزأ من أسباب نجاحه .. موسيقى رقيقة حزينة هادئة معزوفة بالكمان .. موسيقى من أروع ما سمعت .. و كما كنت أقول دائما عندما تسمع هذه الموسيقى تشعر أن القوس لا يعزف على الكمان و لكن على أوتار قلبك .. سوف تشعر فعلا بذلك الألم .. موسيقى من النوع الذى يبتز الدموع بسهولة .. و من النوع الذى لا يجب أن تسمعه أبدا و انت حزين لأن نتائجه قد تكون مدمرة كما تحدثت فى تدوينتى السابقة ..

لن أثرثر طويلا و سأتركم تستمتعوا بالموسيقى الرائعة ..

للتحميل من هذه الوصلة : Schindler's List

أتمنى أن أسمع إنطباعاتكم و رأيكم ..

|Do .. Re .. Me …


أعتقد أن حبى للموسيقى بدأ منذ زمن بعيد ربما منذ الطفولة المبكرة .. بل أعتقد أنه شىء موجود فى جيناتى رغم أنه لا يوجد فى عائلتى من أعتقد أنه يحوز تلك الجينات مثلى! .. هناك قصة كانت جدتى رحمها الله تحكيها لى مرارا كلما كانت هناك مناسبة لذلك .. كان عمرى لا يزيد عن خمس سنوات و كنت كثيرا ما أذهب لبيت جدتى و أقضى عدة أيام هناك .. و كان هناك شريط كاسيت مسجل عليه موسيقى رائعة كنت أهيم بها حبا و لا أمل من سماعها مرارا و تكرارا .. و فى يوم ذهبت لبيت جدتى و بحثت كالمعتاد عن شريطى المفضل لأجد كارثة ! ... و هى أن عمى قد قام بمسح الشريط و سجل عليه بعض أغانى عمرو دياب !.. ظللت أبكى بعدها لساعات طويلة و الجميع يحاول مصالحتى و جعلى أكف عن البكاء بلا فائدة .. طبعا وقتها لم أكن أعرف اسم الملحن و لا اسم الموسيقى فلم أكن أعرف حتى القراءة و الكتابة .. و مرت سنوات كثيرة لكن اللحن ظل فى ذاكرتى و لم أنساه أبدا .. كنت اسمعه أحيانا للحظات خاطفة فى بعض إعلانات التليفزيون تجعلنى أشعر باللهفة ثم بالإحباط بعدها لأنى لا أستطيع الحصول عليه .. إلى أن مرت سنوات عديدة أخرى و تحقق حلمى بالحصول على كومبيوتر .. و فى مرة كنت أنقب فى ملفات النظام – ويندوز 98 وقتها – وجدت بعض الملفات الموسيقية المخفية فتحتها لأجد المفاجأة السعيدة .. الموسيقى التى ظللت أبحث عنها لسنوات طويلة !!! .. طبعا لكم أن تتخيلوا أنى ظللت أسمعها بشكل متواصل لأيام و أسابيع عديدة!! .. و كذلك عرفت إسمها و مؤلفها .. إنها السيمفونية رقم 40 لموتسارت و هى أشهر من نار على علم طبعا .. أما لمن لا يعرفها يمكنه أن يبحث فى نغمات أى طراز قديم من موبايلات نوكيا سيجدها موجودة بالتأكيد ...

طبعا مع استخدامى للكومبيوتر و الإنترنت انفتح أمامى عالم ضخم سحرى لأنقب بداخله على كنوز الموسيقى بكافة أنواعها .. قبل الكومبيوتر كانت المصادر محدودة جدا .. كان هناك التليفزيون و كنت أتحين الفرصة عندما تأتى أغنية نادرة أو موسيقى أحبها و كنت أحاول التسجيل لكن لم يكن هذا الأمر يصلح .. فيكون الصوت مشوش أو اللحن ناقص .. ثم عرفت ذلك الأكتشاف الرائع .. إنه الراديو ! .. كنت قد مللت وقتها من هذا الجهاز السخيف المسمى بالتليفزيون بكل من يعرضه من تفاهات و لم أعد أشاهده إلا لبرامج معدودة و هى عالم الحيوان و عالم النبات و عالم البحار مع الدكتور العالم حامد جوهر رحمه الله و جولة الكاميرا و تكنولوجيا – ربما أتكلم عن تلك البرامج الرائعة و مقدميها فى تدوينة قادمة إن شاء الله – و اصبحت أقضى جل وقتى فى القراءة و القراءة و المزيد من القراءة فى كل المجالات .. و فى هذه الفترة اكتشفت الراديو و بالذات محطات ال FM البرنامج الأوروبى و البرنامج الموسيقى و ظللت لسنوات عديدة استمع لهم فى كل الأوقات صباحا و مساءا .. أثناء القراءة و أثناء المذاكرة أو فى الأوقات التى أتظاهر فيها بالمذاكرة .. قبل الأكل و بعده ! .. و كونت فى تلك الفترة خبرة موسيقية لا بأس بها أبدا ...

كانت الموسيقى دائما و أبدا من أهم أسباب السعادة فى حياتى .. عرفت الكثير من الأصدقاء الذين يحبون الموسيقى و يهيمون بها لكن لم أجد أبدا من يشعر بها و يتأثر بها مثلى .. الموسيقى بالنسبة لى لم تكن مجرد لحن جميل يطربنى أو يسعدنى لكنها حالة كاملة أمر بها .. فهناك لحن يرفعنى إلى السماء يجعلنى أشعر أنى أحلق عاليا بين السحاب .. أشعر أنى أطير فعلا لا مجازا و أشعر بنشوة و إحساس رهيب لا شىء سوى الموسيقى يمكن أن يجعلنى أشعر به .. و هناك ألحان لا تستطيع معها أن تجلس فى مكان واحد .. تجد نفسك تلف و تدور و تتحرك فى المكان و تتحدث مع أشخاص وهميين و تكاد ترى العلامات الموسيقية تطير حولك فى الهواء فى عالم سحرى خيالى صنعته لنفسك و تعيش بداخله .. أعتقد لو رآنى أحد فى هذه الحالة لظن بعقلى الظنون .. الحمد لله أن هذا لم يحدث إلى الآن ! .. و هناك موسيقى تجعلك تشعر بتلك الجذوة المقدسة .. بتلك الرجفة فى يديك .. بذلك اللإنفعال الجارف .. تشعر أن شعر رأسك ينتصب و تندفع الدماء إلى رأسك بقوة و تشعر بارتفاع درجة حرارتك ! .. موسيقى تملؤك بالإرداة و العزيمة و أن الكون كله ملك يديك .. و موسيقى تسمعها لا تملك معها إلا أن ترقص أو تحاول بقوة أن تمنع نفسك من ذلك .. موسيقى من هذا النوع ليس من المناسب أن تسمعها فى مكان عام طبعا ! .. ( عندى نظرية خاصة فى موضوع الرقص هذا ربما أكتبها لاحقا .. بس نظرية مؤدبة و الله مخكم ميروحش لبعيد ! ) .. هناك موسيقى تمزقك .. تكون كالقبضة الباردة التى تعتصر قلبك و تشعر بوجودها حقيقة لا مجازا .. موسيقى تعذبك و تجلدك كألف سوط .. هذا النوع من الموسيقى لا يجب الاستماع إليه إلا لو كنت فى حالة نفسية جيدة و سوف يصيبك بالإكتئاب بعدها لفترة تقل أو تقصر ! .. لكن لو استمعت إليها و أنت فى حالة سيئة فما سيحدث سيكون فوق الوصف فعلا .. حدث هذا معى عدة مرات و كانت النتيجة مروعة و تعلمت بعدها ألا أستمع لهذا النوع من الموسيقى إذا كنت فى حال سيئة إلا إذا كنت أريد الإنتحار ! .. ربما هذه هى أول مرة يتحدث فيها أحد عن الإنتحار بالموسيقى !

لا أعتقد أنى استطعت أن أصف كل ما أشعر مع الموسيقى .. هناك أشياء لا تستطيع التعبير عنها بكلمات .. أنت فقط تشعر بها .. الموسيقى تفعل بروحى الأفاعيل و فعلا بعد كل هذه السنوات لا أعرف إذا كان هذا كان فى صالحى أم لا.. هل كان من الأفضل لى نفسيا و صحيا ألا أهتم بالموسيقى لهذه الدرجة و أن أصب وقتى مجهودى فى أشياء أكثر أهمية .. لا أدرى حقا .. لكن أعرف أنى لن أستطيع أن أتغير أبدا و سيظل اللحن الجميل يشدنى و يأسر قلبى أينما كنت ..

و ليست قفط الموسيقى التى تؤثر فى بهذا الشكل .. فقد تعلمت منذ نعومة أظافرى ترتيل و تجويد القرآن الكريم و كثيرا ما كنت أقرأ القرآن فى الإذاعة المدرسية .. و كنت أهيم حبا بالقرءات الجميلة للقرآن .. و كثيرا ما كنت أتسمر فى مكانى فى الشارع أمام أحد المحلات التى يخرج منها صوت الشيخ أحمد العجمى و تنهمر دموعى رغما عنى .. و كذلك الشيخ مشارى راشد الذى تملؤنى قرائته بالخشوع و تدبر المعانى و الكلمات و لا أمل من الإستماع له أبدا .. جزاهم الله عنا و عن المسلمين خيرا و ملىء قلوبنا بحب كتاب الله و كلماته ...

خلال سنوات طويلة من إستخدام الإنترنت و إكتساب الخبرة فى كيفية البحث و العثور على الملفات تكونت لدى تدريجيا مكتبة موسيقية ضخمة من أفضل ما يكون – كل الملفات متنقية على الفرازة -- Best Of The Best – من كل أنواع الموسيقى .. ماذا عن الموسيقى الكلاسيكية .. ماذا عن بيتهوفن و موتسارت و شوبان .. ماذا عن شتراوس و موسيقى الفالس الساحرة .. ماذا عن باخ ؟ و من الذى لا يحب باخ ؟! .. فيردى و تشايكوفسكى .. ماذا عن الموسيقى الخفيفة و الهادئة .. ماذا عن يانى و ريتشارد كلايدرمان و فرانسيس جويا ..

ماذا أغانى Memories القديمة .. أغانى الخمسينات و الستينات و السبعينات الساحرة .. مارى هوبكنز و البيتلز .. فريق آبا الأسطورى و بونى أم .. كليف ريتشارد .. بول آنكا .. شيرلى باسيه و جلوريا جينر .. بتيولا كلارك و جولى أندروز .. ماذا عن فرانك سيناترا و دين مارتن .. ماذا عن مات مونرو و صوته أغانيه الساحرة.. ماذا عن توم جونز ..

ماذا عن الأغانى الفرنسية القديمة .. إديت بياف .. ميريل ماتيو .. و خوليو إجلاسيوس .. ماذا عن موسيقى التانجو و الفلامنكو و المامبو .. ماذا عن موسيقى الفولك الروسية ..

ماذا عن الموسيقى العربية .. عبد الوهاب و أم كلثوم .. الرائع سيد درويش .. فريد الأطرش .. فيروز و ما أدراك ما فيروز .. عماد عبد الحليم .. عايدة الأيوبى .. ماذا عن الموشحات الأندلسية .. عفاف راضى .. ماجدة الرومى .. ماذا عن أغانى الأطفال القديمة و أغانى مسلسلات الكارتون ... ماذا عن الأغانى الوطنية القديمة الرائعة .. ماذا عن عمر خيرت و عمار الشريعى و ياسر عبد الرحمن .. ماذا عن موسيقى رائعة سمعتها و أحببتها و لا تعرف عنها شىء لكن غالبا ستجدها عندى! .. و هناك الكثير حقا مما لا يسع المجال لذكره الأن..

سوف أصحبكم معى إلى هذا العالم الساحر .. و سيكون لنا معا جولات كثيرة نقتطف من البساتين زهورا كثيرا .. فقط أتمنى أن تعجبكم زهورى و أن تحلقوا معى إلى السحاب و يغمركم ذلك الشعور الجارف .. سأحاول أن أحول هذه المدونة إلى أكبر و أفضل مكتبة موسيقية ممكنة و ربما يكون هذا هو القيمة الوحيدة لها !

و الآن ...

Let The Show Begin …!!!

Wednesday 4 April 2007

| ... أوفيليا


أيها الفارس الوسيم ..

القادم من بعيد ..

أسرع .. و لا تتمهل .. حتى لا يفوتك الحدث ..

أسرع لتلقى نظرة الوداع .. على الأميرة ...


لا لم تكن أميرة من قبل فى حياتها .. أنت من جعلتها الاميرة .. فقط بعد مماتها .. أنت من ستخلد ذكراها للأبد ..

كان الردى هو بوابتها الذهبية نحو الخلود ...

أسرع أيها الفارس النبيل .. أسرع ..

أسرع لتضمها الضمة الأولى .. و الأخيرة .. قبل أن يضمها القبر الى الأبد ..

تغار من القبر .. و تحقد عليه .. لقد إختطف منك حبيبتك .. تريد أن تنتزعها من بين مخالبه .. لكن أحدا من قبل لم يستطع أن يكون ندا للقبر ..

من ذا الذى يستطيع مبارزة القبر لكى يفوز بعروسه ؟! .. حتى انت ايها الفارس القوى الشجاع النبيل !

تتساءل لماذا فضلت عروسك القبر عليك ؟ هل هو اكثر وسامة ؟ هل دفع مهرا أغلى ؟ هل أهداها أساور الذهب و عقود الماس ؟

لا .. لم يفعل .. لقد همس فى أذنها بكلمات سحرية .. كان رقيقا حنونا عندما كنت أنت باردا و قاسيا .. مسح دموعها عندما سالت بسببك .. وعدها أن يكون لها الى الابد عندما هجرتها أنت و سافرت بعيدا .. و هو صادق فى هذا كل الصدق .. هل رأى احدكم قبورا تكذب ؟هل رأى أحدكم قبورا تهجر ساكنيها أو تطردهم من قبل ؟!

طلب من الموجات الصغيرة أن تمتدحه لديها .. لذلك داعبت تلك الموجات قدميها و لثمتها عندما خطت واجلة داخل النهر لأول مرة .. دغدغتها ضاحكة و حدثتها عنه كثيرا .. أخبرتها عن قلبه الطيب الأبيض النقى على الرغم من وجهه الطينى القبيح .. ودّعت الموجات الصغيرة من ورائها .. و استقبلتها الموجات الكبيرة كاشفة عن ثغرها الباسم .. حملتها تلك الامواج على ظهرها و أخذت تتمايل بها كالارجوحة .. و هى تضحك و تضحك و تغنى .. و الموجات تهمس فى أذنيها بكل أناشيد الزفاف .. و ترقص الأميرة مع الأمواج فى فرح لم تعرفه منذ زمن طويل .. كيف لا تفرح و فارسها الحنون ينتظرها بعد عدة ساعات ؟!

أسرع ايها الفارس .. أسرع .. فلم يبق الا القليل ..

ستقابل حفار القبور .. يتسامر مع عدوك الللدود .. و يسوى جوانبه .. و يجمّل أطرافه .. و ينثر عليه أفضل العطور و أجمل الازهار .. فعروسه قادمة بعد ساعات .. لا بل بعد دقائق ..

يحدجك القبر بنظرة ساخرة شامتة .. و يرسل إليك تحياته مع صديقه الحفار و كذلك هدية .. جمجمة صغيرة ترتسم على وجهها ضحكة الموت الساخرة .. هل تعرف تخص من هذه ؟! إنه ذلك المهرج القديم فى البلاط الملكى .. الذى طالما داعبك و حملك على كتفيه فى طفولتك .. كان هذا منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاما .. هل قطعة العظام هذه هى كل ما تبقى من صديقك القديم ؟! .. و تتعالى ضحكات القبر .. عالية .. صاخبة .. تصم اذنيك .. تخبرك أن كل احبائك .. كلهم بلا استثناء .. مئالهم اليه مهما طال الزمان او قصر ..


توقف أيها الفارس .. لا تتحرك اكثر .. هاهو النعش قادم من بعيد .. و عبير السوسن يملأ الاجواء كما لم يحدث من قبل .. هل هى رائحة الأزهار أم أن الجسد قد صارت له رائحته الخاصة .. هل أهدت لها الازهار عبيرها عرفانا بالجميل و تقديرا للصداقة التى جمعتهما عمرا كاملا ؟!

توقف أيها الفارس .. لا تتقدم أكثر .. ان قلبك ينبض بقوة كما لم ينبض من قبل .. كأنما ينبض لإحياء جسدين و ليس جسد واحد .. يريد لو يقتسم معها دماؤه الحارة الدافئة .. يريد لو يقتسم معها روحه و أيام عمره الباقية .. لكن فات الاوان ايها القلب المسكين ....

*هذه الخواطر مستوحاة من مسرحية هاملت لشكسبير


فكأن آخر دمعة للكون قد نُِزحت بآخر أدمعى لرثائى
وكأنى آنست يومى زائلا فرأيت فى المرآة كيف مسائى

أوفيليا
فبراير 2005

|!فاسجد ... و اقترب


هل جربت يوما أن تعود للمنزل بعد مشوار طويل استغرق طوال النهار سواء كان عمل أو سفر أو حتى نزهة من الأصدقاء .. يوم ممتلىء بالنشاط و الحركة و المشى و الجرى و الوقوف لساعات طويلة .. تعود للمنزل مرهق و متعب و مفكك الأوصال .. تخلع الحذاء فتنبض قدميك بالألم و تتمدد أصابعك لتأخذ حيز أكبر من الفراغ ووضع أكثر راحة !

تعدد فى ذهنك الأشياء التى يجب أن تفعلها قبل أن تذهب للفراش و تحول بينك و بين الوضع الأفقى المريح .. تبديل الملابس .. غسل الوجه و اليدين و القدمين .. تناول العشاء .. ربما تكون قد تناولته خارجا أو ربما تطلب من ماما عمل بعض السندوتشات السريعة لتتناولها و أنت فى الفراش و أنت شبه نائم .. ماذا أيضا؟! .. صلاة العشاء بالتأكيد! .. هل نسيتها أم تتناساها؟! .. تريد أن تصلى لكن كل مفاصل جسمك تصرخ بالألم و لا تستطيع الوقوف لبضع دقائق لمجرد أداء الصلاة .. يوسوس لك الشيطان بالتطنيش هذه الليلة "يا عم ما انت بتصلى كل يوم مش حيجرى حاجة لما تنام النهاردة و انت تعبان .. إن الله غفور رحيم!!!" .. أو يحاول أن يتحايل عليك و يخبرك أنك من الممكن أن تستيقظ لصلاة العشاء قبل أذان الفجر و أنت تعلم يقينا أنك لن تستطيع أن تنهض لصلاة الفجر و أنت فى هذه الحالة الإرهاق و الحاجة للراحة و النوم ... ثم يؤنبك ضميرك بعدها لكل هذه الخواطر .. و تعرف يقينا أنك لن يغمض لك جفن فى هذه الليلة و سوف تنام على الأشواك لو تركت الصلاة و ستفكر فى كل دقيقة ماذا لو لم أستيقظ فى الصباح و ماذا لو قبض الله روحى فى أثناء نومى و أنا لم أصلى العشاء؟! .. عندها ستنهض متثاقلا للصلاة و ربما تصلى ركعة قائما و ركعة جالسا .. لكنك ستسجد حتما يا صديقى ستسجد .. ستسجد كما يجب للسجود أن يكون .. و تثنى أصابع قدميك إلى الأمام كما تعلمت .. ثم ستستشعر بعدها راحة كبيرة كبيرة كبيرة و تتمنى ألا تنهض من سجودك أبدا ...

على الرغم من أن السجود هو أفضل أنواع الصلة بين العبد و ربه .. و كما يقول الحديث الشريف فيما معناه " أقرب ما يكون العبد إلى ربه و هو ساجد " .. و أن الدعاء فى السجود يكون الأفضل و الأقرب فى الإجابة .. و السجود نفسه يعطى الإنسان حالة من الراحة و السلام النفسي و الرضا و هو يسجد بين يدى خالقه ... على الرغم من الفوائد الروحانية العديدة للسجود لكنه يحمل أيضا الراحة للجسد المرهق و للقدمين المنهكتين ..

إن ثنى مشط القدمين إلى الأمام فى وضع السجود يعطى القدمين المتعبتين راحة كبيرة – و هذا عن تجربة - كذلك الوضع العام للسجود يعطى الجسد المنهك راحة كبيرة لدرجة أن يتمنى الإنسان أن يظل فى هذا الوضع للأبد .. بل إنه من الممكن أن تنام و انت ساجد أيضا !

اعتدت منذ سنوات أن استيقظ يوميا لصلاة الفجر .. أتوضأ و أصلى و أعود للنوم ثانية .. لكن فى بعض الأحيان اكون فى إحتياج شديد للنوم بعد طول أرق .. فأنهض متثاقلة للصلاة .. و أصلى و أنا لا أكاد أعى ما أقول لدرجة أنى قد أغفو لبضع ثوانى و أنا ساجدة ! .. طبعا هذا لا يجوز لكن أفكر أن هذا أفضل من أن لا أصلى الفجر على الإطلاق ! .. فقط أدعو الله ليساعدنى لتكون صلاتى أفضل و أكثر خشوعا ...

هدانا الله و إياكم إلى صالح الأعمال .. :)