لا أعتقد أن أى شخص من مواليد أواخر السبعينيات و أوائل الثمانينيات فى مصر يمكن أن يجهل تلك الأغنية الرائعة التى عشنا معها فى طفولتنا و أحببناها بشدة .. اللحن الجميل الذى يأثر القلب .. على الرغم من أن معظم الكلمات كانت باللغة الإيطالية لكن المعنى و الإحساس كان يصل لنا بلا مترجم ...
كان اسم الأغنية المتعارف عليه لسنوات طوال هو " بولا بولا " .. لكن من تم إكتشاف الإسم الصحيح لها من فترة و هو " فولا فولا " أو vola vola balombella" " بمعنى طيرى طيرى يا عصفورة .. يبدو أن كل أطفال هذه الفترة- و أنا من ضمنهم - كانوا مصابين بضعف فى السمع !
كنت أهيم عشقا بالأغنية و أشعر أنى أطير عندما أسمعها و بمجرد أن أسمع لحنها أترك كل ما يشغلنى و أجرى على التليفزيون لأشاهدها و أغنيها مع تلك الفتاة الصغيرة الجميلة الرقيقة التى كنت أجهل إسمها فى هذا الوقت ! .. كنت أحبها بشدة لدرجة أنى كنت أحاول تقليدها و كنت أقوم بتسريح شعرى مثلها و أضع ( توكة ) مثل التى تضعها فى شعرى و أذهب إلى أمى و أسألها إنت كنت أشبه تلك الفتاة التى تغنى أم لا !
بيتك يا عصفورة وين .. ما بشوفك غير بتطيرى
ما عندك غير جناحين .. حاكينا كلمة صغيرة
و لو سألونا بنقله .. ما حاكتنا العصفورة
طيري طيرى .. طيرى طيرى
طيري طيرى .. طيرى طيرى
طيري طيرى .. يا عصفورة
مرت السنوات لكنى لم أنسي تلك الأغنية أبدا .. و بجرد أن دخلت إلى عالم الإنترنت بدأت أبحث عنها هى و عشرات الأغانى التى أهيم بها حبا .. ووجدتها فعلا بل وجدت كذلك موقع لتلك الطفلة التى كانت تغنيها و قد أصبحت الآن فتاة يافعة .. و لشد ما كانت صدمتى .. لقد وجدتها و قد تحولت إلى واحدة أخرى من فتيات الفيديو كليب !!! .. و كانت ترتدى أو لا ترتدى بعض من أوراق الجرائد !
لا أدرى كيف يتحول الإنسان من النقيض إلى النقيض .. و كيف يتحول الطهر و البراءة إلى تلك الصورة المزرية .. عندما أشاهد بالصدفة بعض قنوات الأغانى يصعب على أن أتصور أن هؤلاء الفتيات كانوا أطفال أبرياء فى يوم من الأيام .. هل هناك لحظة فاصلة تنقل الإنسان من حال إلى حال .. أم هو تغير تدريجى على مدار الأيام و الشهور و السنوات .. و ياله من تغير .. كل ما أستطيعه هو أن أحمد الله الذى عافانا مما إبتلاهم به و أن جعلنا ننشأ فى بيئة ووسط لا تجعلنا نصل لتلك النهاية .. ربنا يهديهم و يهدينا جميعا ... :)
لمن لايزال يبحث عن الأغنية أو من لم يسمعها من قبل يمكن أن يقوم بتحميلها من هذه الوصلة : vola vola
و لمن يريد فيديو الأغنية فهو موجود عندى لكن حجمه كبير و يمكن أن أرفعه لمن يطلبه ..
و لقد وضعت تلك الأغنية الحبيبة كرنة لموبايلى منذ أكثر من ستة أشهر و حتى الآن ! .. و رغم كل شىء سأظل أحبها و أسمعها دائما و أبدا ...
----------------------------------------
تدوينات قادمة أتمنى أن أكتبها منذ زمن سحيق ! .. ربنا يفتح عليا و أقدر أكتبها قريب.. إدعولى !
1. الفرق بين صلاة التراويح و النهجد
2. my best friend wedding
3. المرأة مشكلة صنعها الرجل
4. يوميات عُمر و سارة
5. عدد من التدوينات الموسيقية كالعادة !
6. أمراض النفوس !